1 ] آمـــنـــة ابــــنـــــة وهـــــــب
قال القرماني :
أعطاها الله من الجمال والكمال ، ما كانت تُدّعى بحكيمة قومها
وكانت من الفصاحة والحكمة والبلاغة على جانب عظيم ،
لم يسبقها إليه أحد من نساء العرب ، وكانت من شاعرات العرب المجيدات
ومن شعرها قولها وهي في نزع الموت ، وكانت نظرات إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يلعبُ بجانبها ، فتأسَّفتْ على تركه صغيراً ، وأنَّه سينشأُ يتيما من الأب والأمِّ
ولكن تأسّتْ بما ينالُهُ من الفخرِ والمجدِ في قومه وفي العالم بأسره
مما رأتْهُ في حال صغره وهذا ما قالتْهُ :
باركَ فيكَ الله من غُلامِ = يا أبْنَ الذَّي في حَوْمَةِ الحِمَامِ
نَجَا بعَونِ المَلِكِ العَلاَّمِ = فُوْدِيْ غَدَاةَ الضَّرْبِ بالسِّهامِ
بِمائةٍ من إِبلٍ سَوَامِ =إنْ صَحَّ ما أبصرتُ في المَنَامِ
فَأَنْتَ مبعوثٌ إلى الأنامِ = تُبْعَثُ في الخِلِّ وفي الحَرأمِ
فالله أنْهاك عن الأصنام = أنْ لا تُوالِيْهَا مَعَ الأقْوَامِ
ثم قالتْ :
كلُّ حيِّ ميت ، وكلُّ جديدٍ بالٍ
وكلُّ كبير يفنى ، وأناميتة ، وذكري باقٍ
وسلَّمت روحها
[ 2 ] آمنـــة ابنتة عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي
كانت شاعرة من شاعرات العرب في الجاهلية اللاتي يشارُ لَهُنَّ بالبنانِ
وكان شِعْرُها قليلاً ، إلا أنِّه ذو بلاغة عجيبة ، وكان أبوها عتيبة قتله
ذؤابُ بن رُبَييِّعة الأسدي يومَ خوِّ ، من أيَّام العرب ، ثُمَّ أسر ذؤابٌ
وقتل فوراً بعتيبةَ ولآمنة في أبيها مراثٍ كثيرة لم يصلنا منها إلأ قولُها :
تَرَوَّحْنَا من اللعَبْاءِ عصراً = فأعْجَلْنَا الإلاَهَةَ أنْ تَؤُوبَا
على مثلِ ابن مَيَّة فانعياهُ = بشقِّ نواعمِ البشرِ الجيوبَا
وكانَ أبي عتيبةُ سَمْهريّاً = فَلاَ تَلْقَاهُ يَدَّخِرُ النَّصِيْبَا
ضَروباً لِلْكَميِّ إذّا أشْمَعَلَّتْ = عَوانُ الحَربِ لا وَرِعَاً هَيُوبَا
( 3 ) أروَى بنت الحُبَابِ
من الشواعر الجاهليات قالت ترثي أباها
قُلْ للأرَامل واليَتَامَى قَدْ ثَوَى = فَلْتْبكِ أعْيُنُهَا لِفَقْدِ حُبابِ
أَوْدى آبن كلِّ مُخَاطِرٍ بِتلاِدِةِ = وَبِنَفْسِهِ بَقَيا عَلَى الأحساب
الرَاكِبِيْنَ مِنَ الأُموِر صُدُورَهَا = لاَ يركَبُونَ مَعَاقِدَ الأذْنَابِ
( 4 ) أسماء صاحبة جعد بن مهجع العذري
أحبَّها جعد ، وتزوجها في قصة طويلة ، فأبدت له بعد الزواج كثيراً
من الحبِّ ، كانت تخفيه عنه من قبل، وسألها عن ذلك فقالت :
كتمتُ الهَوَى أنِّي رأيتُكَ جازعاً =فقلتُ فتىً بُعدَ الصديقِ يُريْدُ
فإنْ تَطَّررِحْني أو تقولَ فتَّيةً =يَضُرُّ بها بَرْحُ الهَوَى فَتَعودُ
فورَّيْتُ عمَّا بِي وفي الكبْدِ والحَشَا = مِنَ الوجدِ بَرْحٌ فاعْلَمَنَّ شَديْد
( 5 ) أمُّ الكرامِ
هي ابنةُ المُعْتَصمِ بن صمادح ، ملك المَرِيّةِ
كانت تنظمُ الشعر ، وتقول العروض ، ولها الباع الطويل
بالموشحات الأندلسية ، وقد افتخرت بها نساء العرب ،
وكانت عشقت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف بالسمارِ
وعملت فيه الموشحات ومن شعرها فيه
يا معشرَ النَاسِ أَلاَ فاعجبوا =مِمَّا جَنَتْهُ لوعَةُ الحُبِّ
لولاهُ لم ينزلَّ ببدرِ الدُجَى = من أفْقِهِ العلوي للتُّرْبِ
حَسْبي بمن أهواهُ لو أنَّه = فارَقَني تابَعَهُ قلبي
( 6 ) أمُّ ناشرة التغلبية
وناشرة أبنها ، تبناه همَّام بن مرة البكري
فلما نشبت الحرب بين بكر وتغلب ، مال إلى قومه التغلبيين
وقتل هَمَّامَاً مربيهِ ، فقالت أُمُّه:
أَلاَ ضَيَّعَ الأيتَامَ طَعْنَةُ نَاشِرَةْ = أناشرُ لا زالتْ يمنينكَ واتِرَهْ
قتلت رئيسَ النَّاسِ بعدَ رئيسِهِم = كُلَيْبٍ ولم تَشْكُر وإنّي لَشَاكِرَهْ
( 7 ) أمُّ سنان أمُّ ربيعة بن مكدم
أصيبَ وَلَدها ربيعة بن مكدم ، فارس بني كنانة ، في حرب بني سليم
فلحق بالظغائن حتى انتهى إلى أمّه ، فقال : اجعلي على يدي عصابة
فشدَّت العصابة على يده وهي تقول :
إنَّا بَنُو ثَعْلَبَةَ بن مَالِـــــك ْ = مُرَزَّأُ أخْيَارُنا كَذلِــــــــــك
مِنْ بَيْن مَقْتُولٍ وبَيْنِ هَالِك = وَ لاَ يكونُ الرُّزْءُ إلاَّ ذلِِِِِِـــــكْ
( 8 ) أمُّ حكيم بنت يحي
من شاعرات العرب الإسلاميات
ومن شعرها قولها :
أَلاَ فاسْقِيَانِي منْ شَرابِكُما الوَرْدِي = وإنْ كنتُ قد أنفذْتُ فاسْتَرْهِنَا بُرْدِي
سِوَارِي وَدُملوجي ومَا مَلَكَتْ يَدِي = مباحٌ لَكُمْ نَهْبٌ وَلاَ تَقْطَعُوا وَرْدِي
( 9 ) أخت الأسود بن غفار
نهت قومها من جديس عن الغدر بقبيلة طسم فعصوها فقالت :
لاَ تَغْدُرُوا إنَّ ذا الغَدْرَ مَنْقَصَةٌ =وكُلُّ عيبٍ يُرَى عَيباً وإنْ صَغُرَا
إنِّي أخافُ عَلَيْكُم مثلَ تِلك غَدّاً = وفي الأُمورِ تدابِيْرٌ لِمَنْ نَظَرَا
شتانَ باغٍ عَلَيْنَا غيرُ مُؤْتَيدٍ =يَغشى الظُّلامَةَ لن تُبقي ولَنْ تَذَرَا
( 10 ) أمُّ العَلاء
بنت يوسف الحِجارِية ، كانت شاعرةً لبيبةً
فصيحةٌ أديبةٌ ذات حسن وجمال ، وأدب وكمال ،
لها قصائدُ طنَّانَة ، وموشحات رنّضانة ، ذكرها صاحب المغرب
وقال : إنّضها من أهل المائة الخامة فمن شعرها قولها
كلُّ ما يصدرُ منكم حَسَنُ = وبِعَلْياكُمْ يُحَلَّى الزَّمَنُ
تَعْطِفُ العِيْنُ عَلى مَنْظَرِكُمْ = وبذِكراكمْ تَلَذُّ الأُذُنُ
مَنْ يَعشْ دونكُمو في عُمْرِهِ = فَهْوَ في نَيْلِ الأماني يُغْبَنُ
وَعَشِقَها رجلٌ أشيبُ فكتبت إليه
الشَّيْبُ لا يَنْجَعُ فيهِ الصِّبَا = بحيلةٍ فاسمعْ إلى نُصْحِي
فلا تَكُنْ أجْهَلَ مَنْ في الوَرى = يَبِْيْتُ في الحُبِّ كَما يُضْحِي
قال القرماني :
أعطاها الله من الجمال والكمال ، ما كانت تُدّعى بحكيمة قومها
وكانت من الفصاحة والحكمة والبلاغة على جانب عظيم ،
لم يسبقها إليه أحد من نساء العرب ، وكانت من شاعرات العرب المجيدات
ومن شعرها قولها وهي في نزع الموت ، وكانت نظرات إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يلعبُ بجانبها ، فتأسَّفتْ على تركه صغيراً ، وأنَّه سينشأُ يتيما من الأب والأمِّ
ولكن تأسّتْ بما ينالُهُ من الفخرِ والمجدِ في قومه وفي العالم بأسره
مما رأتْهُ في حال صغره وهذا ما قالتْهُ :
باركَ فيكَ الله من غُلامِ = يا أبْنَ الذَّي في حَوْمَةِ الحِمَامِ
نَجَا بعَونِ المَلِكِ العَلاَّمِ = فُوْدِيْ غَدَاةَ الضَّرْبِ بالسِّهامِ
بِمائةٍ من إِبلٍ سَوَامِ =إنْ صَحَّ ما أبصرتُ في المَنَامِ
فَأَنْتَ مبعوثٌ إلى الأنامِ = تُبْعَثُ في الخِلِّ وفي الحَرأمِ
فالله أنْهاك عن الأصنام = أنْ لا تُوالِيْهَا مَعَ الأقْوَامِ
ثم قالتْ :
كلُّ حيِّ ميت ، وكلُّ جديدٍ بالٍ
وكلُّ كبير يفنى ، وأناميتة ، وذكري باقٍ
وسلَّمت روحها
[ 2 ] آمنـــة ابنتة عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي
كانت شاعرة من شاعرات العرب في الجاهلية اللاتي يشارُ لَهُنَّ بالبنانِ
وكان شِعْرُها قليلاً ، إلا أنِّه ذو بلاغة عجيبة ، وكان أبوها عتيبة قتله
ذؤابُ بن رُبَييِّعة الأسدي يومَ خوِّ ، من أيَّام العرب ، ثُمَّ أسر ذؤابٌ
وقتل فوراً بعتيبةَ ولآمنة في أبيها مراثٍ كثيرة لم يصلنا منها إلأ قولُها :
تَرَوَّحْنَا من اللعَبْاءِ عصراً = فأعْجَلْنَا الإلاَهَةَ أنْ تَؤُوبَا
على مثلِ ابن مَيَّة فانعياهُ = بشقِّ نواعمِ البشرِ الجيوبَا
وكانَ أبي عتيبةُ سَمْهريّاً = فَلاَ تَلْقَاهُ يَدَّخِرُ النَّصِيْبَا
ضَروباً لِلْكَميِّ إذّا أشْمَعَلَّتْ = عَوانُ الحَربِ لا وَرِعَاً هَيُوبَا
( 3 ) أروَى بنت الحُبَابِ
من الشواعر الجاهليات قالت ترثي أباها
قُلْ للأرَامل واليَتَامَى قَدْ ثَوَى = فَلْتْبكِ أعْيُنُهَا لِفَقْدِ حُبابِ
أَوْدى آبن كلِّ مُخَاطِرٍ بِتلاِدِةِ = وَبِنَفْسِهِ بَقَيا عَلَى الأحساب
الرَاكِبِيْنَ مِنَ الأُموِر صُدُورَهَا = لاَ يركَبُونَ مَعَاقِدَ الأذْنَابِ
( 4 ) أسماء صاحبة جعد بن مهجع العذري
أحبَّها جعد ، وتزوجها في قصة طويلة ، فأبدت له بعد الزواج كثيراً
من الحبِّ ، كانت تخفيه عنه من قبل، وسألها عن ذلك فقالت :
كتمتُ الهَوَى أنِّي رأيتُكَ جازعاً =فقلتُ فتىً بُعدَ الصديقِ يُريْدُ
فإنْ تَطَّررِحْني أو تقولَ فتَّيةً =يَضُرُّ بها بَرْحُ الهَوَى فَتَعودُ
فورَّيْتُ عمَّا بِي وفي الكبْدِ والحَشَا = مِنَ الوجدِ بَرْحٌ فاعْلَمَنَّ شَديْد
( 5 ) أمُّ الكرامِ
هي ابنةُ المُعْتَصمِ بن صمادح ، ملك المَرِيّةِ
كانت تنظمُ الشعر ، وتقول العروض ، ولها الباع الطويل
بالموشحات الأندلسية ، وقد افتخرت بها نساء العرب ،
وكانت عشقت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف بالسمارِ
وعملت فيه الموشحات ومن شعرها فيه
يا معشرَ النَاسِ أَلاَ فاعجبوا =مِمَّا جَنَتْهُ لوعَةُ الحُبِّ
لولاهُ لم ينزلَّ ببدرِ الدُجَى = من أفْقِهِ العلوي للتُّرْبِ
حَسْبي بمن أهواهُ لو أنَّه = فارَقَني تابَعَهُ قلبي
( 6 ) أمُّ ناشرة التغلبية
وناشرة أبنها ، تبناه همَّام بن مرة البكري
فلما نشبت الحرب بين بكر وتغلب ، مال إلى قومه التغلبيين
وقتل هَمَّامَاً مربيهِ ، فقالت أُمُّه:
أَلاَ ضَيَّعَ الأيتَامَ طَعْنَةُ نَاشِرَةْ = أناشرُ لا زالتْ يمنينكَ واتِرَهْ
قتلت رئيسَ النَّاسِ بعدَ رئيسِهِم = كُلَيْبٍ ولم تَشْكُر وإنّي لَشَاكِرَهْ
( 7 ) أمُّ سنان أمُّ ربيعة بن مكدم
أصيبَ وَلَدها ربيعة بن مكدم ، فارس بني كنانة ، في حرب بني سليم
فلحق بالظغائن حتى انتهى إلى أمّه ، فقال : اجعلي على يدي عصابة
فشدَّت العصابة على يده وهي تقول :
إنَّا بَنُو ثَعْلَبَةَ بن مَالِـــــك ْ = مُرَزَّأُ أخْيَارُنا كَذلِــــــــــك
مِنْ بَيْن مَقْتُولٍ وبَيْنِ هَالِك = وَ لاَ يكونُ الرُّزْءُ إلاَّ ذلِِِِِِـــــكْ
( 8 ) أمُّ حكيم بنت يحي
من شاعرات العرب الإسلاميات
ومن شعرها قولها :
أَلاَ فاسْقِيَانِي منْ شَرابِكُما الوَرْدِي = وإنْ كنتُ قد أنفذْتُ فاسْتَرْهِنَا بُرْدِي
سِوَارِي وَدُملوجي ومَا مَلَكَتْ يَدِي = مباحٌ لَكُمْ نَهْبٌ وَلاَ تَقْطَعُوا وَرْدِي
( 9 ) أخت الأسود بن غفار
نهت قومها من جديس عن الغدر بقبيلة طسم فعصوها فقالت :
لاَ تَغْدُرُوا إنَّ ذا الغَدْرَ مَنْقَصَةٌ =وكُلُّ عيبٍ يُرَى عَيباً وإنْ صَغُرَا
إنِّي أخافُ عَلَيْكُم مثلَ تِلك غَدّاً = وفي الأُمورِ تدابِيْرٌ لِمَنْ نَظَرَا
شتانَ باغٍ عَلَيْنَا غيرُ مُؤْتَيدٍ =يَغشى الظُّلامَةَ لن تُبقي ولَنْ تَذَرَا
( 10 ) أمُّ العَلاء
بنت يوسف الحِجارِية ، كانت شاعرةً لبيبةً
فصيحةٌ أديبةٌ ذات حسن وجمال ، وأدب وكمال ،
لها قصائدُ طنَّانَة ، وموشحات رنّضانة ، ذكرها صاحب المغرب
وقال : إنّضها من أهل المائة الخامة فمن شعرها قولها
كلُّ ما يصدرُ منكم حَسَنُ = وبِعَلْياكُمْ يُحَلَّى الزَّمَنُ
تَعْطِفُ العِيْنُ عَلى مَنْظَرِكُمْ = وبذِكراكمْ تَلَذُّ الأُذُنُ
مَنْ يَعشْ دونكُمو في عُمْرِهِ = فَهْوَ في نَيْلِ الأماني يُغْبَنُ
وَعَشِقَها رجلٌ أشيبُ فكتبت إليه
الشَّيْبُ لا يَنْجَعُ فيهِ الصِّبَا = بحيلةٍ فاسمعْ إلى نُصْحِي
فلا تَكُنْ أجْهَلَ مَنْ في الوَرى = يَبِْيْتُ في الحُبِّ كَما يُضْحِي