رغم أن الشعور العام الذي يطبع أعضاء المنتخب الوطني وفي مقدمتهم المدرب رابح سعدان بعد نهاية مغامرتهم الإفريقية، هو الارتياح والسرور بمشوار الخضر في كأس إفريقيا الـ27، إلا أن الكثير من المتتبعين يجزمون بأنه كان بالإمكان فعل أكثر مما كان.
والواقع أن المدرب الوطني نفسه ليس ضد هذا الرأي، بل أنه صرح بعد نهاية المغامرة القارية بأن »الخضر" كانوا قادرين حتى على العودة إلى الجزائر والتاج الإفريقي في حقيبتهم للمرة الثانية في تاريخ المنتخب الوطني، لو لم تتدخل بعض الظروف غير الرياضية التي ساهمت في اكتفاء التشكيلة الوطنية في ختام المنافسة بالمرتبة الرابعة، في إشارة منه إلى ما حدث في مباراة المربع الذهبي ضد مصر.
ولعل الذي يزيد في حسرة الناخب الوطني وتألمه أن لاعبيه كانوا وراء إزاحة المرشح الأول للتتويج بالكأس الإفريقية، أي المنتخب الإيفواري، قبل أن يقعوا بين مخالب الحكم البنيني كوفي كودجيا الذي فعل كل شيء من أجل تقديم بطاقة التأهل إلى النهائي على طبق للفراعنة.
وربما أن الخروج من المربع الذهبي بتلك الطريقة هو الذي لا يزال يؤلم »الشيخ" رغم أن هذا الأخير لم يضع اللقب الإفريقي في أية لحظة نصب عينيه، وظل يردد دائما بأن محطة أنغولا فرصة مناسبة جدا للتحضير للمونديال القادم، سيما وأن الفريق تمكن بالمناسبة من لعب ست مباريات كاملة ستكون مفيدة جدا له للإعداد لموعد جنوب إفريقيا.
لكن القدرة الكبيرة التي أبان عنها اللاعبون الجزائريون في رفع التحدي أمام منتخب عملاق من طراز »الفيلة" الإيفوارية، سرعان ما فتح شهيتهم وشهية »الشيخ" وهو ما يفسر الحسرة التي لا تزال تسيطر على الأخير لأنه يظل مقتنعا بأن »الخضر" قد ضيّعوا فرصة ذهبية لتفجير مفاجأة كبيرة في »كان" أنغولا، تماما مثلما فعلوا في التصفيات المؤهلة إلى المونديال عندما تمكنوا من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى العرس العالمي الكبير في الصائفة القادمة، في الوقت الذي لم يرشحهم أحد لذلك.
"الاستنجاد بلاعبين جدد لا مفر منه"
ويبقى أن الإحساس بالحسرة الذي يغمر المدرب الوطني لم ينسيه استخلاص دروس كثيرة من المشاركة الجزائرية في موعد أنغولا، وفي مقدمتها أن التشكيلة الوطنية بحاجة لمزيد من التدعيم النوعي على مستوى الخطوط الثلاثة، لأنه بالرغم من أن سعدان تمكن من إقحام كل اللاعبين الذين اصطحبهم معه إلى لواندا باستثناء الحارس أوسرير، إلا أنه بالمقابل ظل يعتمد في أغلبية المقابلات على نفس التعداد، ما يفسر الإرهاق الكبير الذي نال من الغالبية العظمى من العناصر التي لعبت كل دقائق مواجهات الخضر.
ولم يخطئ سعدان أيضا عندما تطرق إلى ضرورة تدعيم وسط الميدان الدفاعي بلاعبين اثنين آخرين لما يتطلبه هذا الموقع الحساس لصاحبه من مجهودات جبارة، وهو ما فعله الثنائي يبده- منصوري قبل أن »يستسلما" في المقابلتين الأخيرتين، لأنهما لم يستفيدا من الراحة اللازمة بسبب افتقار مقعد البدلاء لأي لاعب يؤدي دورهما، خاصة بعد مغادرة لموشية لرفقائه بعد المقابلة الأولى ضد منتخب مالاوي.