هذه قصة كتبت بدايتها اليوم على حاسبي الآلي وقررت أن أشارككم بما كتبت ، وهذا هو الجزء الأول من القصة أي ما كتبته اليوم :
نمت الزهور بدمعها
المقدمة :
نسمع الكثير عن قصص التضحية والإيثار لكنها في عصرنا نادرة الوجود فالقليل من الناس من يضحي بحياته أو بحبة من أجل سعادة الآخرين .فرح إنسانة استثنائية ولدت في ظروف استثنائية جعلتها تحيا الحياة بصورة فريدة من نوعها . فما الذي منحته الحياة لفرح وما الذي أخذته منها هذا ما سنعرفه عبر أحداث هذه القصة .
القصة:
دخلت السكرتيرة إلى مكتب محمود بعد أن طرقت الباب بهدوء وقالت مخاطبة رأسه المنحني على جهاز الحاسب الآلي :
- صباح الخير .
رفع رأسه مرغما ليجيبها بينما ظلت هي واقفة في مكانها ممسكة بطرد كبير في يدها وبضعة أوراق أخرى موضوعة في ملف وأجابها مغمغما :
- صباح النور .
- دنت من مكتبة قليلا ومدت يدها لتناوله الملف والطرد قائلة :
- أوراق بحاجة للتوقيع وبريد اليوم .
أخذ منها الملف والطرد ووضعهم على الطاولة أمامه وسأل :
- أهذا كل شيء ؟
- - أجابته أجل .
واستدارت لتخرج لكنها مالبثت أن عادت لتخاطبه مترددة :
- من أحضر الطرد أبلغني بأنه مهم للغاية وأحضر معه رسالة نسيتها على مكتبي سأحضرها إليك فورا .
غادرت المكتب مسرعة لتحضر الرسالة فرفع رأسه وأخذ ينظر لذلك الطرد مقطبا ، لقد أثار الأمر استغرابه رسالة وطرد معا والأمر هام جدا .
أمسك الطرد بين يديه وما إن فعل حتى دخلت سكرتيرته المكتب قائلة :
- لقد أبلغني من سلم الطرد أنه يتوجب عليك قراءة الرسالة قبل قيامك بفتح الطرد .
قال متعجبا :
- إذن فالطرد والرسالة قد سلما باليد .
- نعم .
قالتها بسرعة .
أنزل الطرد من يده وقال :
- أتعلمين من مرسلهما ؟
قالت بارتباك :
- آسف سيدي من جلبهما لم يذكر اسم المرسل أبدا كل ما ذكره هو ما قلته لك الآن ، ولا تحسب ذلك تقصيرا مني فقد حاولت أن أعرف منه المزيد من المعلومات لكنه رفض البوح بأي معلومة إضافية عدا تلك التي ذكرها أثناء التسليم وعندما ألححت مطالبة بمعرفة المزيد أجاب بأنه لا يعرف أي شيء عن الأمر عدا ما ذكره ومضى مسرعا بعد أن ترك الرسالة والطرد مغادرا المكان .
لاذ بالصمت لبرهة والحيرة ترتسم على محياه لكنه ما لبث أن قال :
- أعطني الرسالة يا ليلى وسأنظر بالأمر الآن بعد أن أنهي توقيع هذه الأوراق .
وأشار بيده إلى الملف .
أعطته الرسالة وسألت :
- أمن شيء آخر .
فأجابها :
- لا إنما انتظري قليلا ريثما أوقع هذه الأوراق لتأخذيها معكِ .
جلست ليلى على الكرسي ريثما يوقع لها المدير تلك المستندات التي هي الآن بين يديه .
فتح محمود الملف وأخذ يقرأ ما ورد فيه ويوقع على تلك العقود والمستندات بنصف ذهن إذ كان عقله مشغولا بأمر ذلك الطرد ، فقصته غريبة جدا .
ما إن انتهى من توقيع الأوراق حتى رفع رأسه قائلا لسكرتيرته :
- لقد وقعت على كافة الأوراق التي سلمتني باستثناء طلب الشراء فسأرجئ التوقيع عليه لوقت آخر إذ أود دراسته بشكل أفضل .
نهضت ليلى من مجلسها لتأخذ الملف منه وخرجت من المكتب .
ما إن غادرت مكتبه حتى أمسك تلك الرسالة بين يديه مسرعا لكنه ما لبث أن نظر مطولا إليها وكأنه مرتاب مما قد يكون فيها .
حسم أمره في الختام بأن قام بفتحها ، فتح الرسالة نظر أسفلها عله يرى اسم المرسل أو توقيعه لكنها لم تكن موقعة لذا أخذ يقرأها في صمت :
لن أبدأ رسالتي بتلك المقدمات الطويلة لتكون رسالة فرسالتي إليك موجودة في قلب ذلك الطرد المرفق مع الرسالة .
ستجد في الطرد مذكرات تحوي الكثير من الحقائق ، حقائق كنت يوما تتوق لمعرفتها وأحسب أن موعد معرفتك لها قد حان .
لذا أرجو منك أن تقرأها بعناية تامة لتتضح لك كل الحقائق
المخفية .
ربما تتساءل من هو مرسل هذا الطرد ؟ وهل الأمر دعابة ؟أقول لك بأن الأمر جاد بل هو في منتهى الجدية .
لذا أرجوك بل أتوسل إليك أن تقرأ هذه المذكرة من البداية إلى النهاية راجية منك أن تغفر لي بعد انتهاءك من قراءتها كل ما سببته لك من آلالام على الرغم من أنها حدثت رغما عني لا بإرادتي .
في هذه الصفحات ستجد كل الحقائق المخفية عنك منذ زمن لذا اقرأها اقرأها بإمعان .
ستعرف شخصي ما أن تبدأ بقراءة مذكرتي فأنت يا محمود جزء لا يتجزأ من حياتي كنت أنت الشاهد على الكثير من مجرياتها وأحداثها بل لعلك أنت محورها .
وبهذا أختم كلامي